إحتجاجات ضخمة في فرنسا بعد مقتل شاب فرنسي من أصول جزائرية (أخبار)

     اندلعت اعمال شغب يوم الثلاثاء 27 يونيو/حزيران عقب مقتل الشاب نائل (17 عاما) ذي الأصول الجزائرية برصاص الشرطة بعد مخالفته قانون المرور.

     توعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتعامل بحزم مع يهددون أساس الدولة الفرنسية، فيما أصدرت وزارة الداخلية الفرنسية قرارا بإيقاف عمل وسائل النقل العام بعد التاسعة مساء في جميع محافظات البلاد. وأعلن ماكرون نشر تعزيزات أمنية إضافية للسيطرة على ، محذرا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التحريض على إذكاء العنف في البلاد.

      وقال الرئيس الفرنسي أثناء ترؤسه اجتماعا لخلية الأزمة لبحث التطورات الأمنية إن منصات التواصل الاجتماعي كان لها دور في الأحداث التي شهدتها بلادنا خلال الأيام الأخيرة، وتابع "على هذه المنصات سحب المواد الحساسة، وندعوها إلى التحلي بالمسؤولية".
       وهذا الاجتماع هو الثاني في غضون يومين الذي تعقده خلية الأزمة الحكومية.وكان الإليزيه قال إن الرئيس إيمانويل ماكرون مستعد لاعتماد آلية للحفاظ على الأمن دون محاذير.وتزامنت تصريحات الإليزيه مع مغادرة الرئيس الفرنسي القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل وإلغائه مؤتمرا صحفيا كان مقررا له هناك.وكانت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن قد قالت إنه لا يمكن تحمل أعمال العنف كما لا يمكن تبريرها، مؤكدة أن خيار إعلان حالة الطوارئ لاستعادة الأمن هو ضمن الخيارات المطروحة.وتفقدت بورن برفقة وزير الداخلية جيرالد دارمانان مركز شرطة إيفري كور-كورون بضاحية باريس الجنوبية، والذي تعرض للهجوم خلال الليل، كما اجتمعت صباح اليوم بوزراء في مقر الحكومة لتقييم الوضع.

      وفي رسالة إلى قوات الشرطة، قال وزير الداخلية الفرنسي إن الحكومة أعطت الأولوية المطلقة لاستعادة النظام وحماية الناس وممتلكاتهم العامة والخاصة.وأضاف وزير الداخلية الفرنسي أن الأقلية ممن سماهم "المخربين" لا تمثل إطلاقا أغلبية سكان أحياء الطبقة العاملة الذين قال إنه يعرفهم جيدا.وبشأن التعزيزات الأمنية التي أرسلتها الحكومة، قال الوزير إنها ستمنح المحافظين ورؤساء البلديات وسيلة للدفاع عن الجمهورية وقيمها، حسب قوله.وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نحو 300 شرطيا أصيبوا خلال مواجهات مع محتجين، كما أفادت باعتقال حوالي 2000 شخصا على الأقل في باريس ومدن أخرى.

     وفرضت 4 مدن في منطقة "إيل دو فرانس" حظر التجول الليلي بعد أن شهدت باريس وضواحيها ومدن أخرى أعمال نهب وتخريب لليلة الثالثة على التوالي.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن مذكرة استخباراتية تحذر من احتمال اتساع رقعة العنف، وأن تزيد الأعمال التي تستهدف الشرطة ورموز الدولة والسلطة.من جهته، قال الوزير المفوض للمدينة والإسكان في فرنسا أوليفييه كلين إن الليلة الماضية كانت صعبة للغاية، داعيا للهدوء، مضيفا أن العنف الحاصل غير مبرر.وفي سياق مواز، أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه إزاء مقتل الشاب نايل على يد الشرطة الفرنسية.وقالت المتحدثة باسم المكتب رافينا شامداساني إنها فرصة لفرنسا لتعالج بجدية المشكلات العميقة المتعلقة بالعنصرية والتمييز العنصري في إنفاذ القانون.وشددت المتحدثة أيضا على أهمية أن تكون التجمعات سلمية،

      ودعت السلطات إلى ضمان أن يكون استخدام الشرطة للقوة وفقا لمبادئ الشرعية والضرورة.لكن فرنسا اعتبرت، اليوم الجمعة، أن اتهام المفوضية السامية لحقوق الإنسان "لا أساس له من الصحة".وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن "أي اتهام لقوات الشرطة في فرنسا بالعنصرية أو التمييز المنهجي لا أساس له من الصحة".وشددت الوزارة على أن "الفحص الدوري الشامل الأخير الذي خضعت له بلادنا مكننا من إثبات ذلك"، مضيفة أن "فرنسا وقوات إنفاذ القانون التابعة لها تكافح العنصرية وجميع أشكال التمييز بحزم، ولا مجال للتشكيك في هذا الالتزام".

     أضرم المحتجين النار في عربات ترامواي بضاحية كلامار جنوب غرب العاصمة الفرنسية باريس، مع انتشار الاحتجاجات في عدد من ضواحي العاصمة  الثلاثاء في ضاحية نانتير غربي باريس.وامتدت المناوشات بين الشرطة والمحتجين إلى ضواحٍ باريسية جديدة، كما امتدت إلى مدن تولوز وليون وليل وروبيه وآميان ورين.

    كما أحرقوا مدرسة في مدينة بيزون القريبة من نانتير، ومقرّ بلدية مون أون بارويل بضواحي مدينة ليل في شمال فرنسا وأتلفوا محتوياته، وكان محتجون أضرموا النار كذلك في مقر بلدية حي فال فوريه في مانت لاجولي غرب باريس.كما أن حريقا اندلع في مركز لشركة إنديس للكهرباء في ضاحية نانتير غرب باريس، وحذرت المطافئ من خطر الانفجار، وأضرم محتجون النار أيضا في مرآب سيارات شرطة البلدية في مدينة نويي سور مارن شرق باريس.  أضرموا النار أيضا في سيارات بضاحية نانتير غرب باريس التي تشهد توترا أمنيا لليلة الثانية على خلفية مقتل الفتى صباح الثلاثاء. وقال إن الشرطة اعتقلت 18 شابا في محافظة أعالي السين، بينهم 11 من ضاحية نانتير، وأضاف أن الشرطة في باريس سمحت لرجال الأمن باستخدام الطائرات المسيّرة فوق بعض ضواحي العاصمة.

    وأودع الشرطي الذي قتله الحبس الاحتياطي، وقد مددت السلطات اعتقاله حيث يتم التحقيق معه بتهمة القتل العمد، ووعد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بتقديم إجابات لعائلة الشاب القتيل.من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للهدوء، معتبرا أن قتل الفتى لم يكن مبررا. وقال إنه يشارك عائلة ومحبي الشاب نائل حزنهم، ويترك للعدالة إثبات الحقيقة.وأضاف في تغريدة على تويتر، أن أفراد الشرطة والدرك ملتزمون بحماية الشعب والجمهورية، وأنهم يفعلون ذلك في إطار أخلاقي يجب احترامه. وعبّر ماكرون عن أمله في أن تنتهي التحقيقات بسرعة.

      وكان مكتب الادعاء العام قال إن الفتى كان يقود سيارة مستأجرة في وقت مبكر الثلاثاء، وأوقفه حاجز للشرطة لمخالفته قوانين السير بضاحية نانتير غربي باريس.وأظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي رجلي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، ثم أطلق أحدهما النار على الفتى عندما حاول الانطلاق بها واصطدمت السيارة لاحقا بجدار جانبي بعد أن تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام.

    وقد أعلنت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن إثر اجتماع حكومي، نشر عربات مدرعة للدرك قصد التعامل مع أعمال العنف. وقال مكتبها لوكالة الأنباء الفرنسية إنه سيتم أيضا نشر "قوات متنقلة إضافية"، مؤكدا إلغاء "فعاليات واسعة النطاق قد تشكل مخاطر على النظام العام وفق الظروف".






أحدث أقدم
LightBlog
LightBlog