في مساء الجمعة على الساعة 11:13 بالتوقيت المحلي ضرب المملكة زلزال بقوة 7.2 درجة شعر به سكان المغرب الأقصى والجزائر وموريتانيا، سبب خسائر بشرية ومادية هائلة وتدميرا واسعا في البنية التحتية لوسط المملكة.
أفاد التلفزيون الرسمي المغربي نقلا عن وزارة الداخلية بارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى حد الساعة الذي ضرب البلاد مساء الجمعة إلى 2946 قتيلا و 16076 مصابا منهم 54 في حالة خطرة. وقالت الداخلية في بيان إن الضحايا سقطوا بأقاليم وعمالات (مناطق) الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت وغيرها.
وذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني -ومقره الرباط- أن قوة الزلزال بلغت 7.2 درجات على مقياس ريختر. ووصف رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي هذا الزلزال -الذي ضرب جنوب غرب مراكش- بأنه الأعنف منذ قرن. بينما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن الزلزال وقع على عمق 18.5 كيلومترا ومركزه جبال الأطلس، ولم يحدث مثله في المملكة منذ عام 1900. ومن جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن السلطات الصحية تناشد المواطنين التبرع بالدم لإنقاذ المصابين في الزلزال.
وأشار بيان مقتضب للمعهد الوطني للجيوفيزياء أن الزلزال وقع حوالي الساعة الـ 11:13 مساء الجمعة (الساعة الـ 22 بتوقيت غرينتش) وكان مركزه إقليم الحوز جنوب غرب مراكش، وعلى عمق 8 كيلومترات.فهذا الزلزال مختلف عن غيره، إذ إن الزلازل التي وقعت السنوات الماضية كانت لا تزيد قوتها على 3 أو 4 درجات، ويكون مركزها عادة في عمق البحر ولا يشعر بها سوى سكان المناطق الساحلية. وقد أظهرت مقاطع مصورة بثت على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أشخاصا يهرولون في الشوارع، وأبنية تهتز.
وفي مراكش أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال، انهارت بعض المنازل بالمدينة القديمة المزدحمة، ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة، حسبما ذكر أحد السكان. وأظهرت لقطات لسور المدينة -الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى- شقوقا كبيرة في أحد أقسامه، وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع. وقال سكان بمراكش إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
ونقلت رويترز -عن أحد السكان من مراكش ويدعى إبراهيم هيمي- أنه رأى سيارات إسعاف تخرج من البلدة القديمة، وأن العديد من واجهات المباني تضررت. وأضاف هيمي أن الخوف يسيطر على الكثير من الأشخاص الذين ظلوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت -عن أحد سكان الصويرة الواقعة على بعد 200 كيلومتر غرب مراكش- قوله عبر الهاتف "ليس هناك دمار كثير بل ذعر. سمعنا صرخات وقت الزلزال. الناس (الآن) في الساحات والمقاهي ويفضلون النوم خارجا. وثمة أجزاء سقطت من الواجهات".وفي 24 شباط/فبراير 2004 ضرب زلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كيلومتر شمال شرق الرباط، وأسفر عن 628 قتيلا وأضرار مادية جسيمة.
قدمت دول عربية وغربية تعازيها إلى المغرب في ضحايا الزلزال واستعدادها لتقديم الدعم من بينها الجزائر وتونس وموريتانيا وقطر والكويت وسلطنة عمان والسعودية والأردن ومصر وليبيا وغيرها كما قدمت السنغال تركيا وأوكرانيا وفرنسا وإسبانيا والسويد وبريطانيا والهند (بهارات) وروسيا والصين وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وغيرها تعازيها الخالصة ودعمها المطلق للمغرب وكما قدم جلالة الملك تعازي ودعم المملكة البوزيدية الكامل للمتضررين واستعدادها لإطلاق قوافل مساعدات وفرق إنقاذ لإنقاذ المنكوبين تحت الأنقاض، بينما أعرب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن استعدادهما لتقديم الدعم.
المصدر: التلفزيون المغربي، وزارة الداخلية المغربية، وزارات الخارجية للدول، وكالة الأنباء المغربية، الديوان الملكي البوزيدي، وكلات، رويتز