الانقلاب والتمرد العسكري في السودان (أخبار)

     تشهد السودان اشتباكات عسكرية بين القوات المسلحة للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وبين قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" حيث يهدف هذا الأخير الى اسقاط النظام ومحاكمة البرهان.

    بعد توقيع الجيش وبعض القوى المدنية اتفاقا إطاريا سياسيا يهدف إلى التأسيس لمرحلة انتقالية مدتها 24 شهرا وذلك في ديسمبر/كانون الأول 2022 نفى حينها البرهان وجود أي إملاءات خارجية بخصوص الاتفاق، لكن حميدتي قال وقتها إن ما سماه "الانقلاب" كان خطأ سياسيا وأدى إلى مزيد من الانقسامات، وأكد على أهمية الاتفاق الإطاري للانتقال نحو الديمقراطية. 

    وقد نص الاتفاق على مرحلة انتقالية تمتد لعامين تنتهي بتسليم السلطة إلى المدنيين مع تشكيل حكومة انتقالية في يوليو/تموز 2023. وفتح الاتفاق الباب لتوسع الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ أعلن البرهان أن إخراج الجيش من الحياة السياسية وتشكيل حكومة مدنية مرهونان بتنفيذ كامل شروط الاتفاق الإطاري، وأهمها دمج قوات الدعم السريع وتوحيد المؤسسة العسكرية. 

     وعلى الرغم من توقيع حميدتي الاتفاق والموافقة عليه فإن خصومه يتهمونه بأنه "عرقل كل الخطوات لتنفيذه"، ولا سيما خطوة دمج قواته في الجيش. وفي محاولة لاحتواء الخلاف عقدت ورشة "الإصلاح الأمني والعسكري" في السودان تحت رعاية اللجنة الرباعية المكونة من أمريكا والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات في مارس/آذار 2023، وانتهت من دون توصيات نهائية، ولا سيما في موضوع دمج قوات الدعم السريع. 

     ونشب الخلاف مرة أخرى في أبريل/نيسان 2023 بشأن الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع، وتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج، ومكانة ضباط الدعم السريع في التسلسل الهرمي المستقبلي للجيش. وأدى هذا الخلاف إلى المواجهة العسكرية التي بدأت بتمركز قوات الدعم السريع في مدينة مروي شمال السودان قريبة من مطار المدينة في 13 أبريل/نيسان 2023، فعززت قوات الجيش النظامي وجودها في المنطقة واشتعلت المواجهة في مدن السودان نتيجة لذلك. فحثت دول العالم والأمم المتحدة بالوقف الفوري لاطلاق النار بدون استجابة سريعة من الطرفان. كما أكد البرهان أن حميدتي سيتم القبض عليه ومحاكمته في العدالة لتمرده وسيتم القضاء على قوات الدعم السريع خلال ساعات.

      أدت هذه الحرب الى خسائر بشرية كبيرة حيث أن القتلى تجاوز المئات والجرحى بالآلاف من المدنيين والعسكريين ونزوح عشرات الآلاف. الطرفان اتفقا على هدنة في العديدة من المرات لمساعدة واجلاء المدنيين الى بلدانهم، الا انه لم يتم الالتزام بها، تتواصل الآن عمليات القتال والحرب والنتائج متقاربة بين الطرفين رغم تحذير المجتمع الدولي ومجلس الأمن. تابعوا التغطية المستمرة لأحداث الحرب مباشرة على دابليو 2.




أحدث أقدم
LightBlog
LightBlog